المقاتلون الأجانب مجرمو حرب. (Foreign fighters are war criminals)

بقلم منذر هنداوي

 شاهدت عدة مقابلات لمقاتلين أجانب التحقوا بداعش في سورية. كلهم، بعد أن انتهوا من جهادهم المزعوم، يريدون العودة إلى بلادهم و كأنهم لم يفعلوا شيئاً يذكر بحق الناس في سورية. هذه لمحة عن بعض المقابلات التي بثت مؤخرا ببعضهم. 

شاميما بيجوم بريطانية الجنسية، هربت من بريطانيا وهي في الخامسة عشر لتجاهد في سورية. بعد وصولها إلى مركز الخلافة في الرقة تزوجت من الهولندي ياغو ريدجيك، و صارت تعرف ب عروس داعش. ساهمت بفعالية بالدعاية لداعش، و ربما بالقتال والقتل في صفوف داعش. في مقابلة مع مراسل ال BBC قالت شاميما أنها تريد العودة إلى بريطانيا لتربية طفلها حديث الولادة. لم تظهر شاميما في المقابلة أي اعتذار عما فعلته. هكذا ببساطة تريد أن تعود إلى حياتها الاعتيادية. الحكومة البريطانية اسبقتها وحرمتها من الجنسية حتى تتخلص من تبعات عودتها. 

زوج شاميما ياغو ريدجيك. التحق بداعش بوقت مبكر، وشارك بالعديد من معاركها. ادعى أنه اختلف مع التنظيم وسجن، و أنه اكتشف بعد ذلك كم كانت بلده هولندا توفر له الأمن والأمان. قال في مقابلة بثت على BBC أنه يريد أن يعود إلى هولندا. و أردف أنه يقبل بالخضوع لعقوبة السجن التي قد تصل إلى ٦ سنوات، حسب تصوره. و قال في معرض حديثة أنه يريد أن يصطحب  زوجته “عروس داعش” و إبنه إلى هولندا. 

هدى المثنّى أمريكية التحقت بداعش، وتزوجت ثلاث مرات من مقاتلين في هذا التنظيم، وشاركت بنشاط في الحملة الدعائية للتنظيم تحت اسم مستعار هو “أمّ الجهاد”. قالت هدى في مقابلة بثتها ال CNN أنها تريد العودة إلى أمريكا للعناية بابنتها هناك. 

هذه عينة من المقاتلين الأسرى. يوجد قرابة ٧٠٠ أسير من من داعش لدى قوات سورية الديمقراطية. وهناك بالتأكيد غيرهم كثير. هكذا ببساطة يريد هؤلاء المقاتلين العودة إلى بلادهم بعد أن ساهموا بجهادهم المزعوم بتخريب بلادنا. كل التقارير تشير إلى أن هؤلاء المقاتلين الأجانب كانوا الأشرس في القتال و الأكثر ترويعا للناس. الآن و قد انتهوا من “جهادهم” يريدون العودة وكأنهم لم يرتكبوا جرائم تذكر. 

دولهم لا تريد عودتهم إليها لتتخلص من تبعات التعامل معهم ومحاكمتهم، أو من إعادة تأهيلهم في مجتمعاتهم. فلمن يتركون؟ هؤلاء مجرمي حرب. و يجب أن يعاملوا و يحاكموا كمجرمي حرب. هؤلاء لا يمكن إئتمانهم على تربية أطفالهم. فهم ببساطة سوف يرضعونهم التطرّف و الكراهية للآخر. على المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة تولي أمورهم واخضاعهم إلى محاكمات صارمة لما اقترفوه من جرائم بحق بلادنا. يجب ان تكون العقوبات بحقهم رادعة، تردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق الناس الآمنين في بلادهم. 

لكن! على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟. إنما هي صيحة، فمن يسمعها، ومن سيعمل على ترديدها، و من سيتبناها و بلادنا ما تزال تنهشها الضباع!؟.

Print Friendly, PDF & Email